أقلام الوطن
جرائم الصهيونية (1)
د. أنيسة فخرو
الصهيونية وجهازها الاستخباراتي الموساد (طيبون وغير أشرار، لم يفعلوا لنا نحن العرب شيئا أبدا، ولم يسببوا لنا أي ضرر، مثلما سببته إيران وأعوانها)، هذا للأسف ما يردده البعض الجاهل، أو المطبل المتغافل.
وللتذكير فقط نقول:
*الصهيونية وبأيدي عصاباتها، احتلت فلسطين والأغوار وسيناء والجولان، ودمرت المفاعل النووي العراقي، سرقت كنوز العراق وسوريا وآثارهما، وعزلت مصر، وساندت أثيوبيا وموّلت سد النهضة من أجل خراب مصر، واجتاحت لبنان وأسقطت قنابلها وصواريخها عليه، وبالطبع لا يبرأ الصهاينة من انفجار المرفأ في بيروت، الذي له علاقة مباشرة باتفافية التطبيع العار الثالثة بين الإمارات والكيان الصهيوني، بعد اتفاقيتي الخذلان والهزيمة مع مصر والأردن.
تحاصر ملايين الناس في غزة وتُغير بطائراتها يوميا على الشعب المحاصر بلا أن يرف جفن للإنسانية، وتجتاح سوريا وتقصف الجيش السوري يوميا بلا حسيب ولا رقيب، كل هذا ولم تفعل الدولة الصهيونية لنا نحن العرب شيئا!
*تقتل من تريد في أية بقعة في العالم، وتشحن الحقد العنصري، وتشعل الحرائق ضد المسلمين والعرب في كل أرجاء العالم، وتساند كل رئيس عنصري، أمثال ترامب ومودي وغيرهما، وباسم ماذا؟ باسم ضحايا الهولوكست، وكأن العرب هم من قاموا بمحرقة الغاز! وباسم السامية وكراهية الساميين! وكأن العرب من أصول آرية!
تصنع الجماعات والتنظيمات الارهابية السنية والشيعية، مثل داعش والنصرة والحشد وغيرهم، وتمولهم سرا، من أجل زيادة سفك الدم العربي العربي، كل ذلك ولم تفعل الصهيونية لنا نحن العرب شيئا!
*تهيمن على قرار أغلب الدول العظمى، وحتى على قرار الدول الصغرى، بل وتغازل حتى الدول الإسلامية مثل باكستان وإندونيسيا، وتحاول أن تربطها بسلاسل من ذهب، كل ذلك ولم تفعل لنا الصهيونية شيئا!
*بدأت بوعد بلفور المشئوم، ثم باحتلال الأرض، سفكت دماء الجنود العرب الذين تقاطروا من كل الأقطار العربية لطرد المحتل، شهداء من كل أرض عربية، من السعودية واليمن والكويت والبحرين والعراق ومصر والجزائر وليبيا، في كل قطر يوجد شهيد ارتوت الأرض العربية بدمه الطاهر، كل ذاك ولم تفعل الصهيونية لنا نحن العرب شيئا!
*شارك الصهاينة مع فرنسا وبريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر وسوريا، وسرقوا مياه الأنهار العربية كالأردن والليطاني وبردى، واقترفت عصابات الصهيونية (الهاغانا) مجازر في القرى الفلسطينية وشردت أهلها قسرا، واقترفوا المجازر في قانا لبنان، صنعوا أيلول الأسود في الأردن، ومجازر صبرا وشاتيلا، وجاءت النكسة سكين النحر لتُجهز على العرب، وطارت لاءات الخرطوم: لا صلح، لا مفاوضات، لا اعتراف بالكيان الصهيوني، وبدأت اتفاقيات ومعاهدات العار والاستسلام بلا مقابل، يتشدقون باسم السلام الذي رأينا بدل منه الدماء والحروب: كامب ديفيد، وادي عربة، أوسلو، وانفرطت المسبحة بعد اتفافية أبوظبي، والقادم أقبح.
حرقوا المسجد الأقصى مرات عدة، وقاموا بمجزرة المسجد الإبراهيمي وقتلوا عشرات المصلين وهم ساجدون، واستمرت حمى بناء المستوطنات، وتهويد القدس وكل فلسطين، ويجاهر الصهاينة بضم كل الأراضي الفلسطينية قسرا، كل ذلك ولم تفعل الصهيونية لنا نحن العرب شيئا!
*قام جهاز المخابرات الصهيوني (الموساد) باغتيال العلماء العرب، قتلوا أكثر من 2700 عالم عربي، وأكثرهم من مصر والعراق، قتلوا كل قائد وزعيم عربي شريف مثل عبدالناصر والملك فيصل رحمها الله، واستشهد آلاف القياديين الفلسطينين من جراء عملياتهم السرية والعلنية، اعتقلوا مئات آلاف من الشعب الفلسطيني، قتلوا آلاف الأطفال الفلسطنيين والسوريين في الشوارع، كل ذلك ولم تفعل الصهونية لنا نحن العرب شيئا
ألا أيها الصهاينة العرب تبا لكم، إن كان خوفكم على الكراسي من أن تطير، فحتما ستتبعثر الأوطان، وتُقسم الدول العربية إلى خمسين دولة وأكثر، وستبقى الكراسي لكم، فبئسا لكم.
الجزء الثاني
الجزء الثالث