أقلام الوطنحين ينطق القلم
و هكذا لم تكن أوسلو مفاجئة …فانخرسنا مرة أخرى
بشير شريف البرغوثي
حصل ما حصل .. يبدو أن خنق الطبقة الوسطى الفلسطينية لم يكن يرعب القيادة الفلسطينية , لكن لا أدري إن كانت تسعى إليه أم لا ..
كانت الإنتفاضة الفلسطينية في الداخل في عزها .. كان الأمل أن نخرج منها بدولة مستقلة و لكن كان هناك تخوف عند بعض الكوادر أن نعود إلى سنة 1936.. فئات متناحرة
لكن كان لا بد من معرفة ما يدورفي ذهن القيادة او المطلعين على ما يجري فيها
كان الأخ خالد الحسن بصدد إصدار كتاب أذكر أن عنوانه كان ” البديل الإسلامي : هل هو قادم” و تم تحويل الكتاب لي فوضعت ملاحظاتي و لكن كان لا بد من لقاء مطول طيلة يوم كامل لمناقشة بعض النقاط
كان خوف ابو السعيد متركزا حول فوبيا البديل و التخوف من أن تقوم قيادة في الداخل .. لأنها ستكون …
بصراحة : هو مثل غيره كان خوفهم الأساسي أن تأتي قيادة إسلامية مدعومة من الإخوان تستولي على ما تبقى من مصادر الدعم الخليجي أو أن تأتي قيادة موالية للآردن مع أن الأردن كان يؤكد باستمرار أن المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد ..
و كان التنسيق مع سوريا مستحيلا .. بسبب طردها لأبي عمار و بسبب دعمها للمنشقين و غير ذلك
لم تكن القيادة مستعدة لفهم أن سوريا لم تخلق “الإنشقاق” بل إنه كان سلوكا داخل فتح نفسها شق الصف الفلسطيني بعد ذلك و بالتالي فالخطة الأصح هي رأب الصدع داخل فتح بدل إنهاكها .. فهناك قسم تم فصله بتهمة الإنضمام إلى المنشقين أو الإنقلابيين كما كان ابةو السعيد يسميهم و هناك قسم تم فصله لأنه التحق بأبي الزعيم في الحركة التصحيحية و هناك تم فصله لعدم الذهاب إلى العراق ..و هناك أناس لم تكن القيادة “تطيقهم ” هكذا ..
و الأهم كان قد تم نزع قسم كبير من الفلسطينيين من الحضن العربي .. لأسباب مختلفة و على مدار سنوات عديدة
شعرت أن الهدف خلق بكائية تجعلنا نهتف معا ” يا وحدنا” ..
من بقي من العرب ؟
الأردن .. و كان القرار الفلسطيني مزدوجا : عربيا سندخل تحت المظلة الأردنية
و فلسطينيا يجب ان تقوم رموز يسارية بفتح الخط مع إسرائيل
إن كان هناك نجاح في جعل العلاقات مع امريكا سياسية فسوف يسجل للقيادة و إن حصل فشل يتحمله غيرها .. علما أن إسرائيل ستفاوض في النهاية على الأقل كي تخلص من الإنتفاضة
مع نهاية 1991 كانت القيادة قد اقتنعت ان التسوية آتية لا ريب فيها .. و أن المشروع الوطني سيقوم و ان الأموال سوف تنهال من كل فج عميق
كان مجرد الإحتجاج بأن الركود الإقتصادي سوف يشتد
و أنه لا بد من خنق الناس ماليا حتى تعاد عملية تشكيل قنوات صرف جديدة على الأقل
لكن اللهفة على إقامة “الدولة” و تفصيل شعب لها على قدر قدرة الدولة على الإدارة فقط
و هكذا لم تكن أوسلو مفاجئة .. كانت كالموت المنتظر منذ سنوات و لكن تظل لكل موت مفاجأة ما
و بعد ولادة المشروع عم الفرح و لم يعد احد قادر على إعلاء صوته محتجا